هل يجوز حرق أوراق المصحف التي تمزّقت ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[1]
سؤال /
هل يجوز حرق أوراق من المصحف الشريف إذا خيف عليها الامتهان؟
جواب /
الحمد لله
نعم، إذا تمزَّق المصحف وخُشي عليه من الامتهان وأصبح في حالة لا يمكن الانتفاع به والقراءة فيه ، فلا بأس أن يُحرق أو أن يُدفن في أرض طاهرة ، لأنَّ كلاً من الأمرين فعله الصحابة رضي الله عنهم فقد دفنوا المصاحف ، وكذلك حرَّقوا المصاحف لمَّا جمعوا النَّاس على مصحفٍ واحد ، وهو مصحف عثمان رضى الله عنه ، حرَّقوا ما عداه من بقية المصاحف.
فالمصحف إذا كان في حالةٍ لا يُمكن الانتفاع به لتمزقه ، فإنَّه إمَّا أن يُدفن في مكان طاهر ، وإمَّا أن يُحرق ، وكلا الأمرين فعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
"مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان" (1/127) .
[2]
سؤال /
هذا سؤال من احد الأخوة شيخنا الكريـم
وخاصة موضوع قطع الأوراق بآلة لتفريم الورق موجود معنا في الدائرة، وذكره الأخ في السؤال
أود أن اعرف كيف أتعامل مع كيفية مع الأوراق المذكور فيها لفظ الجلالة والآيات القرآنية، أنا سمعت أنه من المفروض وضعها في مكان آمن .. أو دفنها أو حرقها
فهل هذا صحيح ؟وهل يجوز وضع هذه الأوراق في جهاز تقطيع- نشارة- الأوراق .. يقوم بتقطيع الورقة إلى أجزاء صغيرة جدا ؟
جواب /
الأوراق الْمُحتَرَمة والتي تحتوي على اسم من أسماء الله ، أو شيئا من الآيات القرآنية ، أو الأحاديث النبوية ، ونحو ذلك تُجمَع ، وتُحرَق ، أو تُدْفَن في أرض طاهرة بعيدا عن الامتهان ، فإن لم يَكن ، فتُمزَّق وتُقطَّع حتى لا يبقى لِمَا فيها أثر .
وبعض آلات تمزيق الوَرَق تُقطِّع الورق بالطول والعَرض ، فلا يبقى لها أثر ، وبعضها لا تكون كذلك ، فيُتَنـبَّـه إلى ذلك .
هذا بالنسبة لعامة الأوراق .أما أوراق المصحف فلا يَجوز عمل هذا بها ، ولا تَدويرها وإعادة تصنيعها ، بل إما تُحرَق أو تُدفن في مكان طاهر بعيد عن الامتهان .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة : يجوز إحراق أوراق الجرائد ؛ صيانة لما قد يكون فيها من آية قرآنية أو حديث نبوي أو نحو ذلك مما يجب احترامه، ويجوز أيضًا إحراق أوراق المصحف صيانة لها من الإهانة ومحافظة على حرمتها، ولك أيضًا أن تحفظها من الإهانة بدفنها في أرض طيبة . اهـ .
وفيها أيضا :
إذا بَلِيَتْ أوْراق المصحف وتمزَّقَت مِن كثرة القراءة فيها مثلا ، أو أصْبَحَتْ غير صالحة للانتفاع بها ، أو عثر فيها على أغلاط مِن إهمال مَن كَتبها أو طَبعها ولم يُمْكِن إصلاحها جاز دفنها بلا تحريق ، وجاز تحريقها ثم دفنها بمكان بعيد عن القاذورات ومواطئ الأقدام صيانة لها من الامتهان، وحفظًا للقرآن مِن أن يَحْصُل فيه لَبْس أو تحريف أو اخْتلاف بانتشار المصاحف التي طرأت عليها أغلاط في كتابتها أو طباعتها
وقد ثبت في باب جمع القرآن من (صحيح البخاري) أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أمَر أربعة مِن خِيار قُرَّاء الصحابة بنسخ مصاحف من المصحف الذي كان قد جمع بأمر أبي بكر رضي الله عنهم، فلما فرغوا من ذلك أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يُحْرَق ، ولم يُنْكِر عليه ذلك أحَد مِن الصحابة ، إلاَّ ما روي عن ابن مسعود ، لكنه إنما أنْكَر قَصْر الناس على المصحف الذي أرْسَل به عثمان إلى الآفاق ، ولم يُنْكِر التحريق . اهـ .
وكنتُ كَتَبْتُ مَقَالاً قبل سنوات بعنوان :
رَفَعْتَ اسْمَـنَا وهو هنا
والله تعالى أعلم .