بسم الله الرحمان الرحيم
عبير الربيع
ِانثَنَى الوَردُ بالرُّبَـى وَتَغَنَّـى وَسَعَت نَحوَها وُرُودُ الخَمائِـلْ
أَطلِقِي الدِفءَ نَحوَها وَرَبِيعـاً كانَ يَغفُو على مُتُونِ الجَدائِـلْ
وَانثُرِي الطِّيبَ في المُُروجِ عَبِيراً وَاسكُبِيهِ على دُرُوبِ الجَداوِلْ
أَلهَمَت عَينُكِ الرَّوابِـي جمَـالاً فَنَسى عُشبُها عُيُـونَ الأيائِـلْ
والعَصافِيرُ زَقزَقَـتْ كَلِمـاتٍ أَنشَدَتها على الغُصُونِ عَنـادِلْ
يا وُرُودَ الرَّبِيعِ إِنِّـي شَغُـوفٌ بِلُحُونِ الحِدا وَصَوتِ الخَلاخِلْ
إمنَحِينـي بِقُربِهـا لَحَظـاتٍ ما بَقَى مِن سِنِينَ عُمرِي قَلائِلْ
وَدَعِينِي بِقُربِها اليُـومَ أَحيـا أَرشُفُ المَاءَ من عُيُونِ الأَنامِـلْ
أَوَما تَعرِفِينَ يا عِطـرَ شِعـرِي يا سُطُورِي على أَدِيمِ الرَسائِـلْ
أَنَّكِ القِصَّةُ الجَمِيلَـةُ عِنـدِي كَيفَ أَنسَى بَيادِرِي وَالسَّنابِلْ ؟
** دمــاء الـهـوى **
الليـلُ أرَّقنـي و الصُّبـحُ أضنـانـي يا صاحبي هل ترى نومـاً بأجفانـي ؟
فاحتْ عُطورُ شَذاهـا مِـنْ خَمائلِهـا تـعـزفُ آمالُـهـا آلامَ أحـزانـي
قَدْ طالَ بُعدٌ و ليتَ القُـربَ ينقذُنـي مِنَ الشَّقـاءِ لعـلَّ الْفـرحَ يهوانـي
كَمْ كانَ شِعْري يطوفُ اللَّيلَ مُنفـرداً لعـلَّ طيفَـكِ يأتـي عنـدَ ألحانـي
قد كنتُ أعلمُ أنَّ الحـبَّ يظلـمُ مَـرَّ ةً ، فأصبـحَ يجنـي بينهـا ثــانِ !
آهِ ، فكلّ جُروحـي لا تطيـبُ و لا تأتي دمـاءُ الهـوى إلا مِـنَ الْجانـي
تقسـو علـىَّ بعيـنٍ لا تـرى أَبَـداً قلبي شهيداً ، و صـدري بيـن نيـرانِ
أحببتُها و كَتَمتُ الشَّوقَ فـي كَبِـدي فباحَ دمعـي بمـا يُخفـي بإعـلانِ
" أنا أحبُّكِ " في صمتي و فـي غَضَبـي و في مَنامي و في فَرْحـي و أشجانـي
لا تبعدي عن عُيونـي لا يَـروقُ لهـا أن ترمُقَ القلـبَ فـي ذُلٍّ و خُسـرانِ
دقَّاتـهُ تعـزفُ اللَّحـنَ الحزيـنَ لأُذْ نِكِ و تُرسـلُ دمعـي عبـرَ أزمـانِ
يُوحي إلـىَّ كَلامـاً كنـتُ أحسَبُـهُ سَعْداً ، فردَّ و قالَ : " الحزنُ عُنواني "
تويجيني قيصرا
عَانِقِيْنِي وَافْتَحِي بِالْوَجْدِ قَلْبِي قَاسِمِيْنِي لَهْفَتِيْ وَاسْقِيْ جُنُوْنِي
امْنَحِيْنِي بَسْمَتِيْ إِنْ جَفَّ ثَغْرِي وَامْلَئِيْ بَحْرِيْ بِرَوْضٍ مِنْ حَنِيْنِ
أَزْهِرِيْ وَرْدَاً نَدِيَّاً بِاقْتِرَاْبـــِي لنْ يَفُوْحَ الْعِشْقُ مِنْ آهِ الْأَنِيْنِ
بَاْغِتِيْ لَيْلِيْ بِشَمْسٍ مِنْ وِصَاْلٍ وَانْشُدِيْنِي مَوْطِنَاً لَاْتَهْجُرِيْـنِي
جَدَّدِيْنِي كُلَّمَاْ جَفَّتْ غُصُوْنِي أَشْعِلِيْ شَوْقِيْ جَحِيْمَاً أَحْرِقِيْنِي
اسْبَحِيْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّعْرِ رَقْصَاً ضَمَّدِيْ جُرْحِيْ لِكَيْلَاْ تَخْسَرِيْنِي
طَهَّرِيْ يَأْسِيْ إذَا لَاْحَتْ غُيُوْمِـيْ وَابْدَئِيْ بِالْحُبِّ عَهْدِيْ وَارْبَحِيْنِي
تَوِّجِيْنِيْ قَيْصَرَاً فِيْ كُلِّ نَجْوَىْ وَاصْنَعِي مِنْ عِشْقِنَاْ عِلْمَ الْيَقِيْنِ
أُنْثُرِيْ نَبْضِيْ نُجُوْمَاً فِيْ سَمَاْئِيْ هَدْهِدِيْ عَزْمِيْ بِكَفٍ وَانْصُرِيْنِيْ