السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته
http://www.moq3.com/pics/up/f_07_09_06/bafb3d6e3d.gifمسائكم معطر بأنفاس زهور بيضاء كبياض قلوبكم ..
أمنيتي لكم الاستفادة والاستمتاع في قراءة الحكمة الجميلة..
:
(حكمة صدى الذات )..
http://www.moq3.com/pics/up/f_07_09_06/49fa303512.gifيحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في جو نقي ..
بعيدا عن صخب المدينة وهمومها.. سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة.. وأثناء سيرهما..
تعثر الطفل في مشيته..سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآه .
نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت ؟؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟ ..
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. بل أنا أسألك من أنت؟ ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً " أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل .. وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان"..
أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه. قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم
تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..
تعامل الأب كعادته بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي " إني أحترمك "
كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " عجب الابن من تغير لهجة المجيب ..
ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً " كم أنت رائع " فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "..
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية ..
علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة : أي بني نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء
"صدى " لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..فإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك .. وإذا أردت أن يسترك أحد فستر غيرك .. إذا أردت أن يساعدوك الناس فساعد غيرك ..
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة ..
وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة .. إنه صدى الحياة ..ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت ..فأحسن القول والعمل واجعله خالصاً لوجه الله .
http://www.moq3.com/pics/up/f_07_09_06/49fa303512.gifهذه الحكمة جلبتها وأمنيتي أن تعم فائدتها بيننا..وما هي إلا استدعاء للوعي و إيقاض العقل ليتبصر
فدروس الحياة كثيرة أقدر و أشد دقة من حاسة البصر على رؤية ورصد ما يحيط بنا
و هذا المنظار الداخلي يعكس لنا الواقع بحسب تركيبته بنا
ولا يملك أحد سوانا تعديل عدسته وتحديد بؤرة الارتكاز الاستبصارية فيه من خلال السلوك المبني على قولبة ردود الأفعال