كيف تتحكّم بغرائزك ؟ وتسيطر على انفعالاتك ؟ وتتغلّب على نقاط الضعف في حياتك النفسية ؟ .
مثال : فلو كان أمامك صحن فيه عشر تمرات ، وكان بإمكانك التهامها جميعاً ، لكنّك اكتفيت بسبعة أو خمسة كتدريب على الضبط النفسي ، فإنّك ستربّي بذلك إرادتك
ولتحكيم الإرادة والسيطرة على النفس وجه آخر ، وهو التمكّن من زرع القيم الصالحة والسلوك المستقيم والعادات السليمة
يقول بعض مَنْ جرّبوا اكتساب الفضائل الخلقية : إنّنا كنّا إذا أردنا اكتساب فضيلة ما ، عمدنا إلى ممارستها والعمل بها لمدّة أربعين يوماً متتالية حتى إذا أصبحت ملكة وعادة جارية ، انتقلنا إلى غيرها ، وربّما أخذوا ذلك من الحديث الشريف : مَنْ أخلص لله أربعين صباحاً أجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
ويقول شخص تغلّب على اغتياب الناس : لقد درست الغيبة فرأيت أنّها عملية طعن في الظهر ، فهي غدر وخيانة ، وبالتالي فهي مظهر من مظاهر الجبن ، لأنني لو كنت شجاعاً لصرّحت بأخطاء وعيوب الآخرين باهدائها لهم وجهاً لوجه ، ولأنني أكره أن أكون جباناً آليت على نفسي أن لا أتحدّث بسوء عن شخص في غيابه
ويقول (س) : كنت أعاني من الحسد ، لكنني رحت أراقب نتائجه السلبية على صحّتي ، فرأيت أنّ أضراره كبيرة لما يسببه لي من ألم وكآبة ، فماذا فعلت ؟
رحت أوّلاً أقرأ الكتب التي عالجت الحسد فانتفعت من إرشاداتها في أن أقلب (الحسد) إلى (الغبطة) بأن أغبط أخي صاحب النقمة ولا أتمنّى زوال نعمته ، كأن أقول : أللّهمّ ارزقني مثلما رزقته .. أللّهمّ أعطني كما أعطيته وزد لي يا كريم .. أللّهمّ بارك له فيما أعطيته وهب لي مثله وبارك لي فيما أعطيتني
وقرأت قول الشاعر
لله درّ الحسد ما أعدله***بدأ بصاحبه فقتله
ورجعت إلى نفسي فرأيت صدق مقولته وانطباقها عليَّ لما كنتُ أشعر به من حالات التسمّم النفسيّ الذي يصيبني عند الشعور بالحسد .
ثمّ عملت على ترقية ما لديَّ من مواهب وطاقات لارتقي في سلّم الحياة ، فلاحظت أنّني كلّما تفوّقت في جانب تقلّصت مساحة الحسد في نفسي ، وعملت أيضاً على الاستفادة من تجارب بعض مَنْ كنت أحسدهم ، فعرفت الطريق إلى نجاحهم فسلكته وحصلت على ما أريد .
وخير طريقة ساعدتني على معالجة الحسد في نفسي هي التأمّل في حقيقة الأشياء ، فرأيت أنّ بعضها تافهٌ لا قيمة له ، وأنّ بعضها أقل قيمة ممّا كنت أتصوّر ، وأنّ بعضها يمكن تحصيله بالجهد والإرادة ، وأنّ بعضها يمكن التفوّق به على غيري